اليوم في 27 حزيران، في ختام اللقاء العالمي العاشر للعائلات، وبعد الترحيب به في جوّ من الفرح، من خلال ترنيمة للعذراء مريم، في قاعة بولس السادس، أرسل قداسة البابا فرنسيس 430 عائلة من طريق الموعوظين الجديد، مع أولادها، إلى الأماكن من كلّ العالم، التي فقدت بالأكثر طابعها المسيحيّ، لكي تُظهر تلك العائلات، من خلال شهادة حياتها، حضور حبّ الله للأكثر بُعدًا عنه.
كان الفريق العالمي المسؤول عن الطريق، كيكو أرغويّو والأب ماريو بيتسي، والآنسة أثِّنسيون روميرو، حاضرًا مع هذه العائلات، وأيضًا المبشّرون المتجوّلون الذين يقودون الطريق في 134 بلدًا في العالم، وأيضًا بضعة آلاف من إخوة جماعات طريق الموعوظين الجديد في روما ولاتسيو، ولفيف من الكهنة والإكليريكيّين. شارك أيضًا طلّاب إكليريكيّة أم الغادي في مكّاو، وهي إكليريكيّة أراد البابا فرنسيس تأسيسها. وسينطلق هؤلاء الطلّأب إلى الصين خلال أيّام قليلة.
قبل أن يقدّم الجماعات، شكر كيكو قداسة البابا، لأنّه قَبِل أن يُرسل هذه العائلات؛ وهذه هي المرّة التاسعة عشر التي يُرسل فيها الباباوات عائلات من الطريق إلى القارّات الخمس؛ كما شكر كيكو الكاردينال كِفين فارّيل، رئيس مجمع العلمانيّين والعائلة والحياة، الذي أراد أن يكون حاضرًا مع كبار موظّفي مجمعه، وأيضًا مختلف الأساقفة الذين رافقوا هذا الحدث.
وختم كيكو مداخلته مُذكّرًا بأنّ طريق الموعوظين الجديد هو ثمرة من المجمع الفاتيكاني الثاني، كما اعترف به، منذ بدايته، البابا بولس السادس. هذه المسيرة من التنشئة المسيحيّة تقود الأشخاص إلى إيمان ناضج، من خلال إعادة اكتشاف غنى معموديّتنا. واستعاد كيكو بامتنان كلمات البابا فرنسيس في اللقاء الأخير، في طور فيرغاتا، في 4 أيّار/ مايو 2018، بمناسبة الذكرى الخمسين للطريق: “أنتم عطيّة من الروح القدس للكنيسة”.وختم كيكو قائلًا: “إنّه لأمر رائع أن يقيم الربّ عائلات بكاملها، مع أولادها، لكي تهاجر وتنزرع في المناطق الأكثر دهرنة والأكثر فقرًا، لكي تحمل إعلان يسوع المسيح، من خلال شهادة حياتها”.
ثمّ قدّم باختصار، إلى قداسة البابا، العائلات الموجودة في الرسالة في مُختلف بلدان أوروبا، بدءًا من تلك الناشطة في أوكرانيا وروسيا، وأيضًا لِتّونيا وليتوانيا وأستونيا ورومانيا وبلغاريا وهنغاريا، و14 بلدًا أوروبيًّا آخر؛ كذلك العائلات في آسيا: كزاخستان ومنغوليا واليابان وكوريا الجنوبيّة وتايوان وكمبوديا واللاوس ولبنان؛ وفي بلدان أميركا: كندا والولايات النتّحدة والمكسيك وبورتوريكو وجمايكا والتشيلي والإكوادور (الأمازوميا) والأرجنتين؛ وفي أفريقيا: مصر وتونس وأثيوبيا والسودان وكينيا والكاميرون وأوغندا والغابون وغينيا الايتوائيّة والرأس الأخضر وجنوب أفريقيا؛ وفي الختام العائلات في أوستراليا وأوقيانيا.
بعد التقديم تمّ ترنيم الإنجيل المتعلّق بإرسال يسوع للرسل: متى 28: 16-20. ثمّ توجّه قداسة البابا بالتحيّة وبكلمة إلى الحاضرين، لكي ترافق العائلات وتسندها في أوقات التعب والأفراح الخاصّة بالرسالة.
لقد شعرنا برسالة يسوع- قال البابا-: “إذهبوا، واشهدوا، أعلنوا الإنجيل”. ومن ذلك اليوم، انطلق الرسل والتلاميذ زكلّ الناس بالقوّةنفسها التي منحهم إيّاها يسوع: إنّها القوّة التي تأتي من الروح القدس. إذهبوا وبشّروا…وعمّدوا”.
وبعد نوالها العماد، على الجماعة أن تنمو، وهي بحاجة إلى أن تتلقّى المساعدة لكي تنمو، بوسائلها الخاصّة، وبثقافتها الخاصّة. “وهذا العمل، هذا الغنى المتعدّد الثقافات الذي يحتويه الإنجيل، والذي يولد من إعلان يسوع ويتحوّل إلى ثقافة، يعبّر بطريقة ما عن تاريخ الكنيسة: ثقافات متعدّدة ولكنّ الإنجيل نفسه، شعوب كثيرة، ويسوع المسيح نفسه…”. “بشّروا بيسوع المسيح بقوّة الروح في الكنيسةومع الكنيسة…”.
وختم البابا حديثه المختصر شاكرًا العائلات الحاضرة بدعوة واضحة: “إنطلقوا، تشجّعوا! شكرا لكرَمكم. لا تنسوا نظرة يسوع إليكم، عندما دعا كلّ واحدمنكم ليبشّر ولكي يطيع الكنيسة. شكرًا جزيلًا”.
بعد ذلك بارك قداسته الصلبان التي ستحملها العائلات معها، كعلامة على حضور الربّ المائت والقائم لأجلها، وسلّم على بعض العائلات مع أولادها رمزًا لسلامه على جميع العائلات الحاضرة.
مع هذه العائلات الـ 430 يرتفع عدد عائلات طريق الموعوظين الجديد في الرسالة إلى 2000، وهي مقسّمة إلى مجموعتين: 157 عائلة جديدة، و273 سبقت وبدأت رسالتها في السنوات الماضية، ولكنّها لم تكن قد تلقّت الإرسال من قِبل البابا شخصيًّا، بسبب الكوفيد 19.
تحضيرًا لإرسال هذه العائلات الـ 430، كان الفريق العالمي، بالاشتراك مع فرق المتجوّلين، قد أحيَوا معها معايشة لمدّة أسبوع، في بورتو سان جيورجيو (فيرمو)، حيث تمّ الاستماع إليها وتقسيمها بالقرعة على مختلف الرسالات التي طلبها الأساقفة.
كان هذا الاختبار التبشيري، في طريق الموعوظين الجديد، قد بدأ سنة 1986، ومنذ ذلك الوقت، قام الباباوات يوحنّا بولس الثاني، وبنيديكتوس، وفرنسيس، بتجديد هذا الإرسال إلى القارات الخمس، لتسعة عشر مرّة. وتتوزّع هذه العائلات الـ 2000 كما يلي:
- 960 عائلة تبشّر في 200 “رسالة إلى الأمم”، مع كاهن وعدّة أخوات.
- 800 عائلة في مختلف البلدان، بهدف تقوية الجماعات المحلّيّة ومساندة طريق الإيمان.
وأكثر من 300 عائلة تشكّل، مع كاهن وشابّ، فريقًا تبشيريًّا مسؤولًا عن أحدى البلدان أو بعض المناطق.