زيارة البابا فرنسيس الى رعية القديس بيار دامياني 21-5-2017

زيارة البابا فرنسيس الى رعية القديس بيار دامياني 21-5-2017

فرنسيس

لقاء مع الأولاد

:أسئلة

ماذا يمكننا فعله نحن الاولاد لخلاص العالم؟

.كيف تصرفت لكي تتبيّن دعوتك الكهنوتية؟

.ماذا يمكننا فعله لاتباع يسوع بشكل افضل؟

بابا فرنسيس اريد أن اسألك اي نوع رياضة كنت تمارس عندما كنت في سني – انا عمري ١١ سنة. يفرحني ايضا ان اعرف اذا كنت تعرف لعب كرة القدم واي دور كنت تاخذ فيها.

البابا فرنسيس: “أسئلة جميلة!… انتم كتبتم : ماذا يمكننا فعله نحن الاولاد للخلاص وللمساعدة…”. قلتم “خلاص العالم”. لكن العالم كبير! يا ترى ولد – فكروا، فكروا جيدًا قبل ان تجيبوا – صبي، ولد ، صبية، طفلة، يمكنهم المساعدة في خلاص العالم؟ … يمكنه أو لا؟


.الاولاد : لا يمكنه

البابا فرنسيس: لا يمكنه فعل اي شيء؟ انتم لا تُحسبون شيئًا؟ يمكنه او لا يمكنه؟

يمكنه



لبابا فرنسيس: حسنًا! بصوت اعلى، فاني لا اسمعكم

الاولاد: (يصرخون) يستطيع

البابا فرنسيس: انا اريد ان اسمع ردّكم، من منكم هي الشجاعة او هو الشجاع ليجيب عن هذا السؤال فكروا جيدًا: كيف استطيع انا مساعدة يسوع ليخلص العالم؟ كيف استطيع مساعدة يسوع ليخلص العالم؟ ليرفع يده من يريد الاجابة… ليرفع يده من يريد الاجابة. [قال احدهم: بالصلاة] بالصلاة نستطيع مساعدة يسوع في خلاص العالم؟ نستطيع او لا نستطيع؟

نستطيع

البابا فرنسيس: ما الامر؟ أأنتم نيام؟

الاولاد: كلا

الأولاد: كلاّ

.

البابا فرنسيس: آهْ حسنًا، والشمس، الشمس، تجعلنا ننام…

بالصلاة. حسنًا جدًا. امر آخر. أنت

الاولاد: باحترام الاشخاص

البابا فرنسيس: احترام الاشخاص. علينا احترام الاشخاص؟

الاولاد: نعم

الأولاد: نعم

البابا فرنسيس: الاب، الام، الجد، الجدة: علينا احترامهم؟

الاولاد: نعم

الأولاد: نعم

البابا فرنسيس: والاشخاص الذين لا اعرفهم، الذين يسكنون في شارعنا، علينا احترامهم؟

الاولاد: نعم

الأولاد: نعم

البابا فرنسيس: والاشخاص الذين يسكنون على قارعة الطريق، الشحاذين، علينا احترامهم؟

الاولاد: نعم

الأولاد: نعم

البابا فرنسيس: نعم، الجميع، علينا احترام الجميع؟ هلاّ نقولها معًا؟

البابا والاولاد: علينا احترام جميع الاشخاص

البابا فرنسيس: والذي لا يحبّني، هل عليّ ان احترمه؟

الاولاد: نعم

الاولاد: نعم

البابا فرنسيس: هل انتم متأكّدون؟

الاولاد: نعم

البابا فرنسيس: أليس من الأفضل أن نصفعه؟

الاولاد: كلاّ

الأولاد: كلاّ

البابا فرنسيس: حقًّا؟

الاولاد: نعم

الأولاد: نعم

البابا فرنسيس: حسنًا: كذلك الذي لا يحبّني، عليّ احترامه

البابا والاولاد: كذلك الذي لا يحبّني، عليّ احترامه

البابا فرنسيس: ومن اساء اليّ، مرة،هل أفكّر حسنًا فيه: ماذا عليّ ان افعل؟ اذا اساء شخص اليَّ، أيمكنني أن اصنع الشرّ له؟

الاولاد: كلا

الأولاد: كلاّ

البابا: لا. ليس جميلًا. أيمكنني الاتصال بالمافيا ليصنعوا به ما يلزم؟

الأولاد: لا

البابا: لستم مقتنعين… هل يُمكن القيام بذلك؟

الأولاد: كلاّ

البابا: أيمكننا التعاون مع المافيا؟

الاولاد: كلا

الأولاد: كلاّ

البابا: لا! كذلك من [يصنعون لنا الشّرّ] علينا احترامهم. أجبتم حسنًا. هل رأيتم بكم من الامور نستطيع مساعدة يسوع في خلاص العالم. وهذا جميل، جميل جدًا! وان انا قُمت بواجبات المنزل وسمحت لي امي الخروج للعلب مع الاصدقاء البنات والصبيان، او لِلعب كرة القدم، هذا جميل؟

الاولاد: نعم!

الأولاد: نعم

البابا: ان نلعب – فكّروا جيدا- أن نلعب، أن نلعب جيدًا، يساعد يسوع في خلاص العالم؟

الاولاد: نعم!


الأولاد: نعم

البابا : لستم مقتنعين…

الاولاد: نعم

الأولاد: نعم

البابا: نعم! لأنّ الفرح يساعد يسوع في خلاص العالم. لنقلها معًا

البابا والاولاد: الفرح يساعد يسوع في خلاص العالم

البابا: الفرح هوأمر جميل جدًا، جميل جدًا. هل انتم اليوم فرحون؟

الاولاد: نعم

الأولاد: نعم

البابا: حقّا ؟ هل أنتم فرحون؟

الاولاد: نعم

الأولاد: نعم

البابا: وهذا جميل جدًا. واظن اني بذلك أجبتُ على سؤال : “ماذا يمكن أن نفعل لنساعد يسوع في خلاص العالم”. وانتم فكِّروا بهذا لاحقًا دومًا

في سنّك كنت العب كرة القدم. أتعلم أنّي لم اكن ماهرًا في هذه اللعبة، وعندنا، من ليس ماهرًا في هذه اللعبة كان يُلقّب ” بالقدم الغليظة”. فهمتم؟ انا كنت “القدم الغليظة”، ولذلك كنت اقوم بدور حارس المرمى، لكي لا أتحرّك… كان هذا دوري…هذا اللقب ليس شتيمة، يمكن أن نقوله، يمكننا أن نقول “قدم غليظة” فهي ليست شتيمة.

والسؤال الاخر كان: كيف تصرفت لكي تتبيّن دعوتك؟ لكلّ منا مكانه في الحياة. يريد يسوع من البعض منا ان يتزوج ويكوّن اسرة، ومن البعض الاخر كاهن، ومن البعض الاخر راهبة…كل واحد منا له طريق في الحياة. والأغلبية مثلكم، مثل الجميع، مثل اهلكم: مؤمنين علمانيين يبنون أسرة جميلة، يقومون بتنشئة الاولاد، يُنمّون الإيمان… كذلك انا ترعرعت في عائلة: كنا خمسة اولاد، و كنّا فرحين. كان ابي يعمل وياتي من العمل…-في ذلك الوقت كان هناك عمل- وكنا نلعب… ذات مرة – ساضحككم بهذا الحدث لكن لا تعملوا ما اقوله لكم! اقمنا مبارات في لعبة المظليين اخذنا شمسية وخرجنا إلى السطوح واحد اخوتي قفز أولًا الى الاسفل من السطوح. ونَجا باعجوبة! هذه العاب خطيرة. لكننا كنا فرحين. لماذا؟ لأن أبونا وامنا كانا يساعدانا للسير قُدمًا، في المدرسة، وكانوا يهتمون بنا أيضًا. جميل جدًا، جميل جدًا… اسمعوا جيدًا: جميل جدًا ان يكون لنا عائلة، اب وام، وجد وجدة، واعمام… أفهمتم هذا؟ جميل جدًا هي نعمة. لكل واحد منكم والدين، وجد وجدة، واعمام، أسرة. ولماذا لا نحيِّهم الآن ؟ صَفِقوا لجميعهم، لجميعهم… [تصفيق] يبذل والديكم ذاتهم من اجلكم، لتكبروا، وهذا هذا شيء جميل، هي دعوة جميلة: تكوين عائلة.

لكن كذلك الدعوة الأخرى: ان نكون راهبة، ان نكون كاهن. وانا يومًا شعرت -فجأة- في سن ١٦ وشعرت ان الرب يريد مني ان اصبح كاهنًا. وها أنا كاهن. هذا هو الجواب. نشعر بالقلب: عندما يشعر ولد في قلبه بميول ويكبر هذا الميول، ويشعر بحب لفتاة ما ومن ثم يخطبون وبعدها يتزوجون، هكذا نشعر بالقلب حين يقول لك الرب: “يجب عليك السير في طريق لتصبح كاهنًا”. وهذا ما شعرت به انا. كما نشعر بجمال الاشياء الجميلة في الحياة. لان هذا شيء جميل! أفهمتم هذا؟

حسنًا انتم تعبتم من المكوث هنا، الشمس حارقة… الاولاد: كلا!

الأولاد: كلاّ

البابا: الان هناك نسمة لطيفة، لكن

.انا نسيت: الذي يسيء إلي، هل يجب أن ألطمه؟

الأولاد: كلاّ

البابا: حسنًا! لقد نسيت. وهل يجب أن أصلّي للأشخاص الذين يبغضونني؟ الاولاد: نعم!

الاولاد: نعم

الأولاد: نعم


البابا : نعم! نعم! الصلاة من اجل الذي يسيء اليّ، لهذا… يجب أن أصلّي. وتجب طاعة امي وابي؟


الأولاد: نعم

البابا: أنا أو جاري؟

الاولاد: الجميع

البابا: آهْ، جميعنا! ليقل جميعكم أنا 

الاولاد: أنا

البابا: أنا عليَّ طاعة ابي وامي: جميعنا

الاولاد: عليَّ طاعة أبي وأمي

البابا: هذا أمر مهم، لأنّهما يبذلان حياتهما من أجلنا. أفهمتم هذا؟

الأولاد: نعم

البابا: حسنا جدًا. والآن ماذا نفعل؟ آهْ، لنرفع صلاة.

في السؤال الاول تكلمنا عن الصلاة. الآن لنرفع صلاة الواحد للآخر. امسكوا أيدي بعضكم بعضًا، الكل. كأخوة وكأصدقاء. اشبكوا الأيدي، الجميع. لنصلي للعذراء، أمّنا: السلام عليك

الآن سأُعطي البركة للجميع. كلّ واحد منكم، فليفتكر بصمت بوالديه، بأهله، بأصدقائه، فكّر أيضًا بأعدائك، بالناس الذين يبغضونك والذين أساءوا إليك. وَلتحِلّ هذه البركة عليهم أيضًا وعلى الجميع.

[البركة]

[البركة] شكرًا.


لقاء مع جماعات طريق الموعوظين الجديد

أيُّها الآب الاقدس، اهلا وسهلا بك في وسطنا. ساقوم بتقديم موجز. هذا اللقاء القصير الذي نقوم به، هو مع واقع طريق الموعوظين، الذي ولد هنا، في هذه الرعية منذ ٣٠ سنة تقريبًا. قمنا بكرازات عديدة: هنا يوجد ٥ جماعات وجماعتين في الرسالة، ارسلهم سلفك بندكتوس ١٦ منذ ٨ سنين، وارسلهم من هنا من ضاحية من ضواحي روما هذه لتبشير البعيدين. جماعتين: احداهم تأتي من ميدان بولونيا، تقطع ٥٠ كلم لتصل إلى هنا كل اربعاء وسبت؛ وأخرى من رعية القديس ليوناردو موريالدو: هم كل ثلاثاء يذهبون للبيوت ليزوروا العائلات، ليصلوا معهم، ليعطوهم كلمة ليسمعوهم وهذا اعطى ثمرًا كثيرًا. في رعيتنا هنا لا يلتزم الكثير بقداس الاحد: انت ترى كثير من الناس، الان، اليوم؛ انما ما تراه على ما اظن، هو ثمر كل ما صُنع خلال هذه السنوات، مِن مَن سبقني أولا وكذلك من قبل هذا الواقع في رعينا. بالفعل انا مُمتنّ للرب – انا أيضًا تنشئة في إكليريكيّة ام الفادي، وقمت بالتبشير المتجوّل قبلًا؛ والآن انا هنا كاهن هذه الرعيّة منذ ١٢ سنة. انا فرح. مررت بكثير من الصعوبات، انما ايضًا بالكثير من الفرح. اريد ان اقول ان هؤلاء الاخوة شَهِدوا – لا وحدهم لكن كذلك اخرين- للايمان، بذلوا حياتهم وشدَّدوا دعوتي. عندما كنت في أزمة، كانوا هم -وهذا ترك أثرًا فيَّ- الذين ساندوني، لاني كنت اظن ان مكاني ليس هنا. لكن الشكر لله، انا مُمتنّ اني كاهن، ان اكون كاهن واخدم كنيسة روما. ان اكون في طاعة لك بصفتك خلف بطرس قبل كل شيء.

ألقى البابا التحيّة على جماعة طريق الموعوظين الجديد مشدّدًا على “ان المعمودية هي التي تمنح القوة للرسالة”: قال لي احدكم ان الطريق هو في هذه الرعية بفضل هذا الشخص (كاهن الرعيّة). لكن هناك امر جميل: لم يقل : “اذا كان الطريق وهذه الرعيّة قويّة، واذا كان عندنا اولاد كُثر، وجماعة مثل هذه ومرسلين ولدينا كهنة مرسلين، كلا. [ بل قال] انكم انتم المرسلين. لان موهبة الرسالة تأتي من المعمودية: والمعمودية هي التي تعطي القوّة للرسالة، والعلمانيين الذين هم معمدين عليهم ان يكونوا هم مرسلين. ومن ثم نحن الكهنة والراهبات والاسقف أيضًا من الكل. إنما العلمانيين عليهم ان يكونوا في المقدمة. وهذا ما قاله كاهن الرعيّة: ان واقع زيارة العائلات والاستماع لها… غير مكتوب في القانون الكنسي لكنه شيء مهم جدًا: “راعويّة الاذن”. الإستماع. “لكن يا ابتي، هذا مضيعة كبيرة للوقت…”. لا! بل ربح للوقت! انت تسمع؛ لاحقًا في الوقت المناسب تقول كلمة وهذه الكلمة تنبت وتصبح نواة وتنموا. لكن [اولا انت بحاجة] ان تسمع. اليوم الناس بحاجة ان نستمع لها. الكل يثرثر، نتكلم في كل شيء… لكن نفكّر…اقول لكم خبرة شخصيّة – انا أيضًا استطيع ان اعطي خبرة شخصيّة : تروق لكم الخبرات، اليس كذلك؟ [يضحك، يضحك الجميع]-: كم مرة استمعت لاشخاص كانوا ياتون الي طالبين مشورة، وانا كنت اصمت لادعهم يتكلمون، ويتكلمون، ويتكلمون…بعدها يقولون: “نعم، صحيح: انت معك حق”. وانا لم انطق بكلمة! لكن الروح القدس الذي فيهم، تكلم معهم ووجدوا الطريق. لكنهم كانوا بحاجة لأُذن صاغيّة، وجميعكم لديكم هذا الاختبار. ومتى بادر احدهم بالكلام لا تقل: “كلا، لكن هذا…”. لا تشرح شيئًا، الى حين يقول لك الروح: “تكلم”. تذكروا الرسول فِيلِبُّسَ: كان يعمد ويكرز، فكلمه الروح قائلًا: “قُمْ وَاذْهَبْ في هذا الطريق…”. وهناك رأى مركبة فيها رجل وزير اقتصاد [خازن] مَلِكَةِ الـحَبَشَة. كان يهوديًا يَقْرَأُ النَّبِيَّ آشَعْيا. وفيليبي لم ينطق بكلمة؛ فقط إِقتَربَ من المركبة؛ فنظر اليه الْحَبشيّ فَقَالَ لَهُ فِيلِبُّسُ: “هَلْ تَفْهَمُ مَا تَقْرَأ؟”. فَقَال: “وكَيْفَ يُمْكِنُنِي إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَد؟”. فالْحَبشيّ سأله. وفِيلِبُّسُ كان صامتًا. بعدها دَعَا فِيلِبُّسَ إِلى أَنْ يَصْعَدَ ويَجْلِسَ مَعَهُ، وأَخَذَ يفسّر له… و الْحَبشيّ عندما وصلوا ‌إِلى مَكَانٍ فِيهِ مَاء في الصحراء… قال: “هُوَذَا مَاء، فَمَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدْ؟”. الإصغاء. اولًا نسمع وبعدها نقول كلمة. اما إن ذهبت الى بيت، وقرعت الباب وفتحوا لك الباب فتقول: ” انا هنا لاعلن لكم الانجيل، خلاص المسيح”، يطردونك وتدمّر عمل الروح القدس. الاصغاء. بعدها بينما انت تسمع تصلي: “يا ربّ اعطيني الكلمة الصحيحة”. هذا الموقف في زيارة العائلات يعمل خيرًا كبيرًا: أن تنطق بالكلمة الصحيحة. انما بعد ان يفرجوا عما في داخلهم، ويشرحوا جيدًا عما يخالجهم. بعدها نسير قدمًا في جماعة لتقريب الناس من بعضها البعض، ليشعروا بالطمانينة …هكذا نقوم بالرسالة. يسوع من اجمل الصور التي يستعملها للرسالة هي مَثلُ الزارع: ان نزرع. نرمي بذور الكلمة… وفي مقطع من الانجيل يقول : “من ثم ينام وهُوَ لا يَدْري ما حصل، لكن الرب يجعله يَنْبُتُ ويَعْلُو”. دومًا نعمل مع الرب، دومًا. من فضلكم لا تكونوا من الذين يقتنصون النفوس، لكن مبشرين. امر قبيح الذهاب الى عائلة لنصنع حلف اكبر لما يسمى كنسي: ليس الامر كذلك. اقتناص النفوس لا يفيد. قال البابا بنديكتوس جملة علينا الا ننساها: “الكنيسة لا تنموا باقتناص النفوس، انما بجذبها”، اي بالشهادة، بالخدمة. انتم خدّام الجميع وهكذا الاشياء تكون جميلة أكثر.

من ثم هناك أوقات أزمات نمرّ بها- تكلم كاهن الرعية عن ازمته، الازمة التي مَرَّ بها. انا كنت اود أن اسالكم- لا لن افعل! -: من منا لم يَمُرّ في أزمة ليرفع يده. ألم يمرّ كلّ منا في ازمة. جميعنا. وهو الرب يضع دومًا قُربنا شخصًا يساعدنا. وعندما تكون في ازمة، إقبل أن تُساعَد. أطلب المساعدة. لا تنغلق أطلب المساعدة. أطلب صَدَقة النعمة، وهذا يأتي دومًا من خلال أخ او أخت. دومًا. لان طبيعة الانجيل هي هذه. لا تقوم الملائكة بالوعظ: الملائكة تُسبح الله ويحرسونا، ولمن يعود دور الوعظ؟ لنا نحن. لجميعنا. وهذا هو الطريق.

أشكركم لما تقومون به. انتم شجعان. وأيضًا هذه اللآلِىء الحاضرة هنا، اولادكم هم وعد لكنيسة المستقبل. اعملوا ان يكبروا كمسيحيّن فاضلين. تعجبني طريقة ترنيمكم. قبل ان اعطيكم البركة، ممكن ان ترنموا ترنيمة للسيدة العذراء… عندما دخلت كنتم ترنمون لها… اذا لم تعرفوا ترنيمة أخرى…

[ترنيمة] سلامٌ يا ملكة السماوات

شكرًا. الآن اعطيكم البركة.

[البركة]

أرجوكم، صلّوا من أجلي: لا تنسَوا!


لقاء مع الفقراء

كاهن الرعيّة: أيُّها الآب الاقدس، اود ان اشرح لك قليلًا كيف ولدت هذه المبادرة. لقد ولدت كثمرة للقاء رعوي، كان موضوعه “الافخارستيا والشهادة للمحبة”. بعد ان شارك معاونينا في هذا اللقاء، وبعد اللقاء مع حضرتك ظهرت الرغبة من قبل رعيتنا -من ابناء الرعية- ان يقوموا بعمل واقعي. هنا لم يكن شيئًا. استقبلناهم هنا حيث هم يتنالون وجبة الطعام. نهار السبت كل ١٥ يوم، بالتعاون مع رعايا الأخرى في مقاطعتنا. رعيتنا تقوم بهذا العمل السبت ورعية أخرى الأحد، بشكل تقريبي نستطيع تغطية الاسبوع. هولاء هم -ها هو الثمر- هم الثمرة، لآلئنا، بوجه ما – كما انت تسمّيهم. ونحن فخورين بذلك، لا بمن يعرف شيء ما، انما لان الكثير من الأشخاص يشاركون، وإن كانوا لم ياتوا الى الرعيّة. يحملون الهدايا، يعطوني هدايا، يحملون الاكل… نحن نستفيد من “بنك الغذاء”… ولدينا ٥٠ عائلة نعطيها الغذاء من رعيتنا. ترى حضرتك ان الواقع هو متنوعة جدا. اصبح الوضع في هذه السنين الاخيرة اسواء: لدينا اباء فقدوا عملهم الذي به يسندون عائلتهم، او مطلقين لا يستطيعوا إعالة عائلاتهم… استضفنا كثيرًا من الاشخاص والكل ترك بركة لجميعنا. وموجود هنا الذين يتعاونون ويخدمون معنا: عددهم حوالي ١٥ شخص. هنا لدينا المطبخ : هنا نطبخ. بنيته من دون رخصة، لو لم نفعل هذا لما امكننا بنائه، والا ماذا كنا نعمل؟ البيروقراطية … المبادرة كانت يجب ان تقام بطريقة ما – كان عمل جيد – لذلك رمينا نفسنا وشجعني اهل الرعية على ذلك، وانا مبسوط. وهكذا نقدمه كهدية لقداستكم.  

البابا: أشكركم. قال كاهن الرعيّة كلمة “لآلئ”: المحتاجين في الرعيّة، الاكثر احتياجًا فيها، هم لآلئ الرعيّة. هنا في روما، انتم تعرفون تقليد القديس لورنسيوس لما في بداية الاضطهاد، السلطات للمساومة وعدت الشماس القديس لورنسيوس ان تنجي حياة جميع المسيحيّين طالبين منه – لانه كان خازن الاموال، الوكيل – تقديم كل كنز ابرشية روما. في اليوم المحدد لتقديمها ذهب مع كل فقراء المدينة. الفقراء هم كنز الكنيسة. امر بشع، كثيرا من الألم كما اشار كاهن الرعية، عندما ينقص الطعام او العمل او الطلاق او امور أخرى كثيرة … والكنيسة عليها صون الفقراء فهم كنزها. الكنز حقيقي، حقيقي، حيّ. صحيح ان السيدة العذراء كنزنا، لكن في السماء، وهي تُساعدنا؛ يسوع هو في الافخارستيا، هو في بيت القربان؛ والفقراء هم كنز الكنيسة الحيّ. وعندما الكنيسة او كنيسة او رعية او جماعة تنسى الفقراء، انا اقول انها تحتفل بالافخارستيا بشكل سيء او لا تحتفل بها بشكل صحيح. تحتفل بها لكن لا تفهم كنز الافخارستيا ان كانت عاجزة عن فهم كنز الفقراء. صحيح ان الفقر هو صليب، لكن يسوع عاشه: هو كان فقيرًا وعاش الفقر. هو كان فقيرا. هو عاش حياة فقر والمسيحيّين الاوائل الكثير منهم كانوا فقراء، لكن كان لهم ايمان يسوع ويتبعون يسوع. هكذا بما ان الفقراء هم كنز الكنيسة، يقول يسوع : “تنبهوا لان هناك كنز آخر: الاموال، كثرة المال. تدمر النفس”. هذا هو الانجيل. لا لنغضب على من لديه اموال، لا. انما لنصلي من اجله. علينا ان نصلي لكي لا يَضِلّوا لان الامور يمكن ان تسير قدمًا. يدخل الشيطان في الجُيوب، دومًا … قال الكاهن انه صنع المطبخ كما استطاع بسبب البيروقراطية… اقول لكم : “نعم، نعم، يجب ان نتصرف هكذا، هكذا…” – الامر معقد جدًا، لا يوجد طريقة اخرى؟” – “نعم…” [قاما البابا بحركة بيده] البيروقراطيّة، عادة، تتلاشى الامور بالرشوة. لكن أنظر؟ [يشير الى جو الصالة] هذه هي الطريق الصحيحة، الطريق الصحيح… هو [كاهن الرعيّة] بناها، كما شاء، ولا مشاكل. هذا أقوله لكم لانكم حَذِرين: صحيح ان نقص الضروري هو صليب مُزعج. صحيح. لكن تعرفون ان الفقراء كنز الكنيسة، وان الكنيسة، الكهنة والاساقفة والبابا عليهم الاهتمام بالفقراء، بالذين ينبذهم المجتمع. اليوم، كم من الناس يفقدون عملهم! كم من الاشخاص لا يستطيعون تأمين الخبز لبيوتهم! وعندما رجل او امرأة عليهم تأمين الخبز لبيتهم ولا يجدون عمل، يشعرون انهم دون كرامة: لان العمل يمنح الكرامة. واجب الكنيسة ان تكون قريبة من الفقراء… لم يولد يسوع في قصر هيرودس، بل ولِد في مِذوَد. ويجب ان نعرف ذلك. وان نصلي للاغنياء، لان الاغنياء الذين لديهم كثير، والذين لا يعرفون ما يعملون بالمال ويريدون اكثر. يا لفقرهم. يروي يسوع في الانجيل قصة الغني الذين كان يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ بِأَفْخَرِ الوَلائِم وكانَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لَعَازَرُ مَطْرُوحًا عِنْدَ بَابِهِ مع الكلاب وكانَ يَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الفُتَاتِ الـمُتَسَاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الغَنِيّ. يسوع اخبرنا هذا. لكن لا يجب نَكرَه الاغنياء، لا: هذا ليس تصرف مسيحي. علينا الصلاة من اجلهم، ليستعملوا غناهم بشكل صحيح، لان مالهم ليس لهم: هو الله الذي اعطاهم ان يديروه. والاغنياء الذين لا يفهمون هذه الرسالة، يضعونه في جيوبهم: وهذا كريه. لكن هناك اشخاص يملكون المال لكن اسخياء، يساعدون، يديرون ويعيشون حياة تقشف، حياة بسيطة، حياة كدّ. لا حاجة للكراهيّة، لا، لا! لنصلي للاغنياء الذين لم يفهموا ان اموالهم ليست لهم، بل لتوزيعها، لادارتها. ان هم لم يديروها سيديرها الشيطان ضدهم.

أُبارككم. أتمنى أن يكون الرب قريب منكم، قريب من آلامكم الكثيرة. افضل ما تستطيعون عمله هو الصلاة للذين يستطيعون حلّ وضعكم، وبسبب الأنانيّة وعدم الضمير لا يعرفون كيف يقومون به أو لا يريدون القيام به.

[البركة]

وأنتم صلّوا من أجلي!


العظة خلال الاحتفال بالإفخارستيا

          سمعنا كيف ودّع يسوع تلاميذه في العشاء الاخير، وطلب منهم حفظ وصاياه، ووعدهم بارسال الروح القدس: “وأَنَا أَسْأَلُ الآبَ فَيُعْطِيكُم بَرَقلِيطًا آخَرَ” – “البرقليط” يعني “محامًا”- “مُؤَيِّدًا يَكُونُ مَعَكُم إِلى الأَبَد هُوَ رُوحُ الـحَقِّ” (يوحنا ١٤: ١٦-١٧). والروح القدس فينا – في كل واحد منا – ونحن نلناه في المعموديّة: نلناه من يسوع والآب. وفي مكان آخر [في العهد الجديد]، يقول الرسول بان نحفظ الروح القدس بل اكثر: “لا تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ القُدُّوس” (افسس ٤: ٣٠)، كما [لو انه يقول]: “أانتم واعين ان في داخلكم الروح القدس، الله الذي يرافقك، ويقول لك ما يجب ان تعمل وكيف يجب ان تعمله؛ ويساعدك ان لا تخطأ، وألا تدخل في التجربة؛ المحامي: الذي يحميك من الشرير”. وهذا الروح هو الذي يقول عنه القديس بطرس في رسالته الثانية انه يساعدنا في ان “نسجد للـمَسِيحَ في قُلُوبِنا” (١بطرس ٣: ١٥). كيف؟ في صلاة السجود بالتحديد في ان نترك وحي الروح القدس يتدفق. وهو الذي يقول: هذا صالح، هذا شر، هذه طريق خاطئة، هذه الطريق صحيحة…”: يدفعنا لنسير قدمًا. وعندما يطلب الناس تفسيرا، عن لماذا نحن المسيحيون هكذا، يقول بطرس: “وكُونُوا دَوْمًا مُسْتَعِدِّينَ لِلدِّفَاعِ تُجَاهَ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُم عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذي فِيكُم” (١ بطرس ٣: ١٥). وكيف يكون هذا؟ يضيف بطرس قائلا: ” ولـكِنْ بودَاعَةٍ واحْتِرَام” (آ. ١٥). وأريد أن أتوقّف على هذه النقطة.

لغة المسيحيين الذين يحافظون على الروح القدس الذي اعطي كهبة، الذين يعرفون ان فيهم الروح القدس يفسر لهم (الحقيقة)، لغتهم هي لغة خاصّة. ما عليهم ان يتكلموا في اللاتينيّة؛ لا، لا. هي لغة أخرى. هي لغة الوداعة والاحترام. وهذا ممكن ان يساعد على التفكير في كيفيّة تصرفنا كمسيحيين. أهو موقف وداعة او غضب؟ او مرارة؟ قبيح رؤية اشخاص يسمّون انفسهم مسيحيين وهم مملوئين مرارة… الوداعة. لغة الروح القدس هي الوداعة، تدعوه الكنيسة “يا ساكن القلوب العذب”، لانه عذب ويمنح العذوبة. الاحترام. دومًا يحترم الاخرين. ويعلمنا إحترام الآخر. هو الشيطان، الذي يعرف كيف يضعفنا في خدمة الرب، وكذلك كيف يضعفنا في المحافظة على الروح القدس الموجود في داخلنا، يعمل كل ما يستطيع لكي لا تكون لغتنا لغة الوادعة ولا لغة الاحترام. حتى داخل جماعة المسيحيين.

اليوم تكلمت عن أمرٍ في التبشير الملائكي [افرحي يا ملكة السماء]، واريد ان اكرره: كم الاشخاص يقتربون من الرعية، مثلا، باحثين عن السلام، عن الاحترام، عن الوداعة فيجدون خصام بين المؤمنين. بدل الوداعة والاحترام يجدون النميمة، الاغتياب ، المنافسة ، الخصام ، الواحد على الآخر؛ لا يجد البخور، لكن النميمة… فماذا يقول؟ ” ان كان هذا حال المسيحيين، من الافضل ان ابقى ملحدًا”. يخرج مصابًا بخيبة أمل. لان هؤلاء لا يعرفون المحافظة على الروح القدس، وبهذه “اللغة” يُتباهى بسبب الطموح، والحسد، والغيرة، كثير من الاشياء تقسّمنا، وتُبعد الناس. نحن الذين نُبعدهم. ولا ندع العمل الذي يقوم به الروح القدس، ان يجذب الناس، يستمر. يروق لي تكرار هذا الامر دومًا، لانه – واقولها بكل صراحة! ان هذه الخطيئة هي الاكثر انتشارًا في جماعتنا المسيحيّة.

تكلمت عن هذا الموضوع :” في رعيّتي هناك بعض الأشخاص يمكنها تناول القربان من على باب الكنيسة: لسانها، يصل للمذبح ! “. يمكن ان يقول بعضكم هنا : “ابتي انت دومًا تكرر الموضوع نفسه!”. لكن حقًا ! هذه امر مدمر! ونحن علينا المحافظة على الروح القدس…، لا على الاشياء التي تعلّمنا إيّاها الحيّة – الشيطان.

أعذروني إن كنت باستمرار أعود الى هذا الموضوع، لاني اؤمن انه العدو الذي يدمر جماعاتنا : النميمة. ربما ينفعكم لا اليوم – يومًا آخر – عندما تذهبون لتلقون تحية السلام على السيدة العذراء، انظروا لتحت قليلًا لتروا هذا اللسان [لسان الحيّة] وقولوا للسيدة العذراء: “ايتها السيدة العذراء انتشليني: لا اريد ان اكون هكذا، انا اريد المحافظة على الروح القدس كما فعلت انت”. هي حافظت على الروح القدس، ومن بعد اتى وجعلها أم ابن الله.

إخوتي وأخواتي، حقًا : هذا يؤلم قلبي؛ كما لو ان فيما بيننا نرمي الحجارة الواحد على الآخر. والشيطان يتسلى : هذا الامر بالنسبة له هو بمثابة كرنفال (مهرجان)! لنطلب هذه النعمة : المحافظة على الروح القدس الموجود فينا. لا نحزن الروح، كما يقول الرسول بولس. لا نُحزن الروح. ليكن موقفنا امام الكل – المسيحيّين وغير المسيحيّين- موقف وداعة واحترام، لأن الروح القدس يتصرف هكذا معنا : بوداعة واحترام.