أخبار آخر ساعة: المعلومات الرسميّة، من الدفاع المدنيّ وشرطة لشبونة، تؤكّد بأنّ أكثر من 100000 شخص قد شاركوا في لقاء الدعوات
شبيبة طريق الموعوظين الجديد تملأ مدن أوروبا بالترانيم
قفزت أيّتم الشبيبة العالميّة (لشبونة1-6 آب/ أغسطس 2023) قفزة فرحتها الأخيرة والاستثنائيّة خلال لقاء الدعوات الذي شاك فيه أكثر من 100000 شاب وشابة من طريق الموعوظين الجديد من كلّ العالم، مع الفريق العالميّ المسؤول عن الطريق، البادئ كيكو أرغويّو، والأب ماريو بيتسي، وأثّنسيون روميرو.
منذ بداية الأيّام العالميّة للشبيبة (روما 1986)، فهم كيكو وكارمن بحدسهما أنّها ستكون مناسبة كبيرة لهما، بعد أن يكون شبّان وشّابات الطريق قد قاموا بحجّ تحضيريّ للقاء بالأب الأقدس، ، لكي يجتمعا معهم في حضور الأسقف المحلّيّ وأساقفة آخرين، فيلقيان الشباك، ويقومان بدعوة كبيرة إلى الكهنوت، والحياة الرهبانيّة والإرساليّة، أو لتأسيس عائلات مسيحيّة، أو لدعوة العائلات نفسها إلى الرسالة.
خلال هذا الحجّ، وبمناسبة الأيّام العالميّة للشبيبة في كولونيا، فكّر كيكو وكارمن أن يدعوا شبّان وشابّات الطريق، بالإضافة إلى الصلاة والإصغاء لكلمة الله، التي تميّز تلك الأيّام، أن يقوموا برسالة إعلان الإنجيل في المدن التي يمرّون بها خلال مسيرتهم.
هذه السنة، كانت إسبانيا بلد العبور الطبيعيّ بالنسبة إلى الكثيرين للوصول إلى لشبونة والبرتغال، حيث توافد آلاف الباصات وعشرات آلاف الشبّان والشابّات، واجتمعوا في ساحات كثيرة في العديد من المدن، حاملين فرح ورجاء الغد، لكي لا تنسى تلك البلدان جذورها المسيحيّة، تلك المسيحيّة التي أعطتها التاريخ والحضارة وكلّ ما جعل منها بلدانًا كبيرة.
لقد صدح صدى إعلان خبر الإنجيل المفرح في كلّ تلك المدن، وهو الإعلان الذي حرّك العالم وغيّره: خبر انتصار المسيح المفرح على الموت. لقد أعطت الشبيبة شهادة اللقاء مع يسوع المسيح في حياتها الخاصّة.
انتهى هذا الحجّ باللقاءات المُختلفة مع الأب الأقدس، وعلى الأخصّ في سهرة الصلاة والمشاركة في الإفخارستيّا الأخيرة، يوم الأحد صباحًا.
بعد ظهر اليوم التالي، السابع من آب/ أغسطس، تمّ لقاء حوالي 100000 شابّ وشابّة من الطريق، في الكورنيش البحريّ الفسيح في أَلجيس، وترأسه بطريرك لشبونة، الكاردينال مانويل كليمِنتي، يرافقه السفير البابويّ في البرتغال، مونسنيور إيفوسكابولو، و6 كرادلة آخرين: جان كلود هولِّريش (لوكسانبورغ) جيرالد ك. لاكروا (كيبيك، كندا)، أوديلو ب. شيرير (ساوباولو، برازيل)سِيان ب. أومالي (بوستن، الولايات المتّحدة)، أنطونيو م. رُوكو فاريلا (رئيس أساقفة مدريد، إسبانيا، سابقًا)، مع 47 مطرانًا. وقد أرسل رئيس مجمع العلمانيّين والعائلة والحياة، الكاردينال كيفين ج. فاريل، الدكتور بول ميتزلاف، من مكتب الشبيبة، ممثّلًا عنه.
شرّف هذا اللقاء أيضًا حضور رئيس بلديّة أوييراس، إيزالتينو مورايس وعدد من أعضاء البلديّة الآخرين، لأنّ اللقاء تمّ في نطاق بلديّتهم، في المكان نفسه الذي جمع فيه الأب الأقدس، يوم الأحد مساء، 25000 متطوّعًا من الأيام العالميّة للشبيبة، ليحيّيهم ويشكرهم.
بالإضافة إلى الكرادلة والأساقفة، كانت هناك فرق المبشّرين المتجوّلين الذين رافقوا الشبيبة، خلال الحج، من 114 بلدًا،
بعد المقدّمة وترنيمة “أنا آتٍ لأجمع”، قدّم طيكو الشبيبة، مسمّيًا كلّ بلد من بلدانها. ثمّ دعا الكهنة الكثيرين الحاضرين ليحملوا تمثال سيّدة فاطمة، ويطوفوا به في زيّاح حتى المِنصّة، ترفقهم ترنيمة “شلوم ليخ مَريِم”، وهي الكلمات الآراميّة نفسها التي توجّه بها الملاك إلى مريم “السلام عليكِ!”. وقد نُصب في الجهة الأخرى من المنصّة، صليب كبير وصورة لخادمة الله، كارمن هيرنانديث بارّيرا، التي بدأت الطريق بالاشتراك مع كيكو، والتي افتتحت أبرشيّتها في مدريد، في كانون الأوّل الماضي، دعوى تطويبها، والتي ذكرها الحاضرون مرّات عديدة خلال اللقاء.
ثمّ أعلن نصّ من الفصل الثاني من كتاب أعمال الرسل، وهو نصّ إعلان بطرس يوم العنصرة، وبعدها قام كيكو بإعلان الكريغما: “أعلن لكم خبرًا يتحقّق الآن: إنّه جوهر الألوهة نفسها، جوهر الألوهة الذي تجلّى في المسيح، بأنّ الله محبّة لك، محبّة تامّة”.
لقد دعا الشبيبة ليرفعوا عيونهم إلى الصليب على المِنصّة، وسألهم سؤالًا: “هل تعلمون ما يعنيه هذا؟: أنّ الله يحبّك! الله لا يمكنه أن يُنكر ذاته. طبيعة الله هي هذا: إنّ÷ يرغب في أن يكون واحدًا معك، يرغب في أن يكون فيك. الله حاضر في الخليقة كلّها، ولكنّه يرغب أن يكون فيك، كما هو في الخليقة، ولكن من خلال الروح القدس، أي كشخص، كلّيًّا فيك، موحّدًا إيّاك، لكي تشارك في سر الثالوث الأقدس، الذي هو الحبّ. هذا الحبّ هو الذي يولدك من جديد، ويجعلك شريكًا في الطبيعة الإلهيّة، ويتبنّاك”. هذا الحبّ الإلهيّ فيك يجعلك قادرًا على أن تحبّ.
إنّه لنداء مؤثّر حقًّا: “المسيح قام”، هتف به كيكو مرّات عديدة، وأجابه المائة ألف شاب وشابة كصدى صادق لندائه: “حقًّا قام”.
ثمّ انتهت ليتورجيا الكلمة بإعلان احتفاليّ لإنجيل اليوم، وهو حول تكثير الخبز والسمك (متى 14: 13-21)، وبعظة مترئّس الاحتفال، بطريرك لشبونة.
تمحورت الفترة الثالثة من اللقاء حول الدعوات، وقد بدأت بترنيمة “كارمن 63” ومقدّمة كيكو أرغويّو؛ تبعتها كلمة وجّهها الأب ماريو إلى الشباب داعيًا إيّاهم إلى عدم الخوف من تقديم حياتهم الخاصّة إلى الربّ، ومقدّمًا شهادة حياته الشخصيّة مدّة 50 سنة في كهنوت فرح، عاشه في القارّات الخمس. ثم تقدّمت أثِّنسيون روميرو، المبشّرة المتجوّلة في روسيا، لسنوات عديدة، والتي أصبحت عضوًا في الفريق العالميّ المسؤول عن الطريق منذ 2018، وذكّرت بكلمات البابا في عظته يوم الأحد: “لا تخافوا!”، مشجّعة الشّابات على الثقة بالربّ.
في هذه النقطة، وبعد لحظات من الصمت، تمّت النداء المؤثّر للدعوات، كثمرة لهذه الأيّام العالميّة: في البداية، دعا كيكو الشبّان الذين يشعرون بدعوة إلى الكهنوت لكي يقفوا ويتقدّموا إلى المنصّة، ترافقهم ترنيمة “أنا آتٍ لأجمع” (أش 66)، والتي تعلن عمل الربّ الآتي ليجمع كلّ الأمم؛ وقد تقدّم للدعوة الكهنوتيّة أكثر من 2000 شاب، وهم سيبدأون مسيرة تمييز للدعوة في أبرشيّاتهم. بعد ذلك، تمّ النداء للشابّات اللواتي تشعرن بالدعوة إلى الحياة التأمليّة أو الرسالة، وقد وقفت أكثر من 1500 شابّة وتقدّمن إلى المِنصّة على ترنيمة “إنّك الأجمل”. ستتمّ مرافقة الشابّات أيضًا بفضل كهنتهنّ ومبشريهن خلال مسيرة تمييز.
كلّ الشبّان الذين أجابوا على هذه الدعوة، صعدوا إلى المِنصّة فاستدعى المترئّس الروح القدس عليهم، ونال كلّ منهم بركة من يد البطريرك أو أحد الأساقفة المشاركين.
خُتم اللقاء بترنيمة للعذراء مريم: “وظهرت في السماء آية عظيمة”، ثمّ بركة البطريرك.
لا يمكننا فهم معنى هذا الحدث وثماره ّخارجًا عن طريق الإيمان الذي هيّأهم: لا يتعلّق الأمر بعاطفة آنية، بل بعمل قدرة الله الذي يعمل في قلبهم من خلال تنشئة مسيحيّة جدّيّة وطويلة الأمد، يعيشونها في جماعاتهم، في داخل الرعايا.